س" و"ج" حول اللعثمة أو.. " التأتأة
التأتأة او التلعثم هي إحدى اهم الاضطرابات المؤثرة على الطلاقة في الكلام , حيث ان هذه الظاهرة عالمية عامة لا تقتصر على فئة او طبقة معينة من الناس , او جنس محدد
@ ما اللعثمة؟
ـ اللعثمة هي اضطراب او خلل في انسياب وطلاقة الكلام يظهر على شكل حبسات او تكرارات بحيث يعرف الشخص ما يريد قوله , ولكن عضلاته النطقية غير متناسقة بدرجة كافية لإخراج الكلمات.
@ مم تتكون او ما طبيعة اللعثمة؟
ـ اللعثمة عبارة عن سلوكيات أساسية وثانوية السلوكيات الأساسية او الأولية هي الحبسات او التكرارات لمقاطع الحروف او مط الأصوات اما السلوكيات الثانوية او المصاحبة للعثمة فهي سلوكيات متعلمة كردة فعل للسلوكيات الأساسية وهي نوعان: مصاحبات ظاهرية مثل حركات اليدين او الرأس او غمز العين او مط الشفتين كذلك إقحام أصوات إضافية (مثل إم , أه . شايف كيف ) تعد من السلوكيات الثانوية أما المصاحبات غير الظاهرية فهي المشاعر السلبية والنظرة نحو الذات.
@ هل جميع التأتأة تعتبر لعثمة بالمفهوم المرضي؟
ـ ليس كل تقطع او عدم طلاقة في الكلام يعتبر لعثمة نطقية حيث ان الأشخاص الطبيعيين ليست لديهم طلاقة كاملة و لن كلامهم يحتوي على الوقفات والمقحمات وتكرار للكلمات والعبارات بدرجات متفاوتة من شخص لشخص ومن موقف لآخر.
ويجب الانتباه الى ان وجود اللعثمات الطبيعية , ما هو إلا مرحلة يمر بها غالبية الأطفال أثناء نموهم واكتسابهم للغة خصوصا ما بين عمر ( 2,5 ـ 4 سنوات) ومن الجدير ذكره أن بعض النظريات (نظرية جونسون) تفسر اللعثمة على أنها نتيجة لتفسير الأهل للعثمات الطبيعية عند ابنهم على أنها لعثمة , وبالتالي يكون تفاعلهم معها بشكل سلبي , مما ينقل القلق الى الطفل عندما يلفتون انتباهه الى طريقته في الكلام , مما يؤدي الى تطور اللعثمات إلى لعثمة حقيقة أي مرضية.
ومن هنا يجب على الأهل الانتباه لطريقة تفاعلهم عند ظهور لعثمات او ترددات في كلام أطفالهم , حتى ولو بدأت هذه اللعثمات بشكل أساسي او ظاهر إذ عليهم استشارة اختصاصي مؤهل في معالجة النطق , ولديه خبرة جيدة في التعامل مع اللعثمة.
@ كيف تتطور اللعثمة عند الأطفال؟
ـ في المرحلة الأولى تبدأ كتردد او تكرار للأصوات والكلمات تزداد نسبتها مع مرور الوقت , وأحيانا تميل اللعثمة الى الاختفاء وإعادة الظهور من وقت لآخر , بعدها تظهر المراحل الأخرى بالتدريج , حيث تشمل اللعثمات والحبسات جميع أنواع الكلمات , وفي الواقع مختلفة : ثم تظهر السلوكيات الثانوية , مثل حركات اليدين والرأس.
حيث يبدأ الطفل بالتفاعل مع صعوبته النطقية في كل ما ينطق به , ويبدأ بالخوف من الكلام والمواقف الكلامية , ثم يظهر سلوكيات الصراع وهي الحبسات الشديدة مع الحركات الثانوية.
@ كيف تقاس شدة اللعثمة؟
ـ تقاس بعدة طرق لا مجال هنا , ولكن الطريقة البسيطة او المقاطع التي يتلعثم بها الشخص , وأهمية ذلك لقياس مدى التحسن مع المعالجة.
@ ما أسباب اللعثمة؟
ـ لا أحد يعرف بالضبط ما الذي يسبب اللعثمة , كان هناك عبر السنوات الماضية العديد من النظريات التي حاولت تفسير اللعثمة.
النظريات الأولى كانت تتكلم عن ضعف او خلل تركيبي عند الشخص , ثم حاولت النظريات (الفرويدية) تفسير اللعثمة على أنها حرمان عاطفي ناتج عن عدم تشبع الرغبات الأولية في الطفولة: ثم سادت (نظريات التعلم) التي تفسر اللعثمة على أنها سلوك متعلم ولا يزال لبعض هذه النظريات مؤيدون حتى وقتنا الحاضر. خاصة وان هذه النظريات مؤيدون حتى وقتنا الحاضر, خاصة وان هذه النظريات توفر وسائل ضبط السلوك كطرق للتخلص من سلوك اللعثمة.
وتفسر النظرة الحديثة اللعثمة على أساس أنها تداخل ما بين استعداد الشخص التكويني والظروف البيئية المحيطة به , وتشير الأبحاث الحديثة إلا أنه من المحتمل ان يكون دماغ المتلعثم مكونا او منظما بطريقة مختلفة بدرجة بسيطة : فملا بدلا من أن يستخدم الشخص الجزء الأيسر من الدماغ للتحكم بالعمليات النطقية , فإنه يكون قد ورث شيئا يتعلق بالأعصاب , يجعله يستخدم الجهة اليمنى من دماغه , مما يؤدي الى اختلال في عملية تنسيق وتناغم عمل عضلات النطق في لحظة معينة.
@ ما نسبة انتشار اللعثمة؟
ـ اللعثمة موجودة في كل المجتمعات , وبنسبة حوالي 1% تقريبا. تختلف نسبة انتشارها من 2,4 % في رياض الأطفال الى 1% في الصفوف الدراسية , وقد تحدث عادة ما بين عمر (2ـ 5 سنوات) , ولكن من الممكن أن تحدث في أي عمر ففي عمر الشباب يمكن أن تحدث نتيجة صدمة نفسية او إصابة عصبية وتعتبر نسبة انتشارها بين الذكور اكثر من الإناث بنسبة 4ـ 1 (أربعة ذكور إلى أنثى واحدة) مما يدل على دور الوراثة كسبب رئيسي للاستعداد للإصابة بها.
@ في أي عمر تبدأ اللعثمة عادة؟
ـ في معظم الحالات تحدث في سن ما بين (2ـ 5) وبالذات بين عمر (3ـ4 سنوات) أي حين يبدأ الطفل باستخدام لغة الكبار , مما يزيد الضغط اللغوي عليه.
@ هل يحدث هذا بفعل مرض او إصابة ما؟
ـ ليس بالضرورة , وبكن بالإضافة الى ما ذكر سابقا فإن اللعثمة تظهر أحيانا حين يكون الطفل منفعلا وفي موقف صعب , بحيث يظهر أن دماغه يكون مشغولا بكل من عملية إخراج الكلام وبانفعالاته هو كذلك يواجه الأطفال صعوبة عند استخدام لغة معقدة , او سرد قصة طويلة و وفي المواقف التي تسبب لهم انفعالا أو توترا زائدين.
@ ما العلاج الذاتي الذي يمكن أن يلجأ اليه الشخص المتلعثم؟
اعتقد ان أهم شيء هو انه على المتلعثم أن يكون منفتحا وصريحا إزاء مشكلته والا يحاول أن يتكلم بطلاقة مثالية , والا يخفي لعثمته , عليه ان يتكلم في كل مناسبة ولكن عليه ان يحاول أن يتكلم بطريقة سلسلة واسترخائية.
@ وكيف عليه ان يفعل ذلك؟
ـ يفعل ذلك بان يدرس لحظات اللعثمة عنده عن استطاع ذلك , ومن ثم ينتبه للشد العضلي الزائد , وان يجرب طرق تخفيف هذا الشد. وما يساعده في ذلك فعليا , هو أن يبطئ من سرعة كلامه , ولا يدفع الكلمات لتخرج , عليه فقط أن يأخذ وقته أثناء الكلام (طبعا الكلام هنا هن اللعثمة المزمنة عند الكبار) أما الأنواع الأخرى من عدم الطلاقة واللعثمة عند الأطفال فسنتكلم عنها لاحقا , حيث لابد من تدخل المعالج المؤهل لتشخيص الحالة واختيار طريقة المعالجة المناسبة للتخلص منها.
@ ما الطرق العلاجية للعثمة؟
ـ الجانب الأول من المعالجة يتضمن محاولة المصاب باللعثمة التغلب على الخوف منها , وتغير نظرته بان الكلام صعب ون اللعثمة شيء مخجل . أما الجانب الثاني فهو تعلم الكلام ببطء وبهدوء وان يتكلم بنعومة وبدون الشد على العضلات , ومط بعض الأصوات , وأن ينسق كذلك عملية التنفس مع إخراج الصوت من الحنجرة , مع الحركات اللفظية المتتابعة كل هذا يتدرب المتلعثم عليه بالتدريج وبمساعدة اختصاصي مؤهل في العلاج النطقي.
@ ماذا عن بعض الأدوية التي أشيع مؤخرا أنها لاقت بعض النجاح في معالجة اللعثمة؟
ـ حسب علمي فإن هذه الأدوية مثل: مفيدة في بعض الحالات فقط , بالإضافة الى أن لبعض هذه العلاجات آثار جانبية تجعلها غير مرغوبة علما بأن معظمها يستخدم حاليا على مستوى الأبحاث والدراسات وعلى عدد من الأشخاص المصابين اللعثمة فقط وأنا أتوقع بأننا بحاجة الى الانتظار لمزيد من الوقت والدراسات قبل أن ننصح بتناول مثل هذه الأدوية ومعرفة أي الأشخاص سيستفيد منها.
@ كيف يمكن ان يتعامل ويتفاعل المستمتع مع المتلعثم؟
ـ من المهم أن يكون المستمتع صبورا , وأن يركز على المعلومة التي يحاول المتلعثم ان يقولها , والا يظهر عليه التأثر بالطريقة التي يقوله بها، كذلك عليه أن يحاول الاستمرار في النظر في عيني المتلعثم , والا يقول الكلمة عنه , وأن يظهر أن المعلومة قد وصلت. وأن التواصل طبيعي.
@ هل تفضل طريقة علاجيه عن غيرها؟
ـ بعض المتلعثمين قد تناسبهم طريقة علاجية معينة , حيث أنه برأيي لا يمكن معالجة جميع المتلعثمين بنفس الطريقة المهم انه على المتلعثم ان يبحث عن المعالج الجدير بالثقة , والذي لا يقلل من الصعوبات التي تواجهنا أثناء التغلب على اللعثمة , هناك طرق علاجية مكثفة , ويعني ذلك عمل جلسات لعدة ساعات يوميا , ولمدة عدة أسابيع , ولكن غالبية الطرق العلاجية المستخدمة تعتمد على جلستين أو ثلاث جلسات أسبوعيا.
@ ما نسبة الفشل في علاج اللعثمة؟
ـ ليست هناك طريقة علاجية أعطت نسبة نجاح كاملة , وباعتقادي فإن هناك نسبة قليلة من المتلعثمين الكبار , لا يمكن مساعدتهم بشكل كامل , وقد يكون هذا بسبب انهم غير مستعدين نفسيا للتغيير أو ان الطريقة العلاجية لا تناسبهم.
@ بماذا تنصح أهالي الأطفال المصابين بمشكلة اللعثمة؟
ـ على الأهل أن يعرفوا ان نسبة كبيرة من الأطفال يظهرون لعثمات طبيعية أثناء مرحلة نموهم اللغوي , وان غالبية هؤلاء(حوالي 80%) يتخلصون منها خلال عدة شهور( في عمر سنوات عادة) وقد يمرون خلالها بأوقات يكونون فيها طليقين تماما , وأوقات يواجهون فيها صعوبات واضحة , ولا شك في أن بعض النظريات بينت على أساس هو, تفسير الوالدين للعثمات الطبيعية على أنها صعوبة نطقية , يؤدي الى تطور اللعثمات الطبيعية الى لعثمة حقيقية و أي نطقية حقيقية لأن الطفل يبدا بالخوف من الكلام وكذلك هناك نسبة من الاطفال المتلعثمين يتخلصون تدريجيا من اللعثمة مع عمر البلوغ. وعلى الوالدين عدم إظهار القلق أمام طفلهم عند ظهور بوادر عدم طلاقة الكلام لديه , وعليهم مراجعة اختصاصي مؤهل في أسرع وقت حتى يرشدهم لأفضل الطرق للتعامل مع طفلهم , وليقوم بتقييم القدرات اللغوية والنطقية للطفل , والظروف البيئية المحيطة به و كل ذلك من أجل تهيئة المناخ للعثمة للاختفاء , وعلى المعالج متابعة الطفل شهريا ولمدة 3 شهور , وإذا استمرت اللعثمة أو زادت و فعليه البدء بمعالجتها بشكل مباشر.
@ هل هناك علاقة بين اللعثمة والوراثة؟
ـ الإثبات العلمي يشير الى ان اللعثمة سلوك موروث في معظم الحالات ولكن يجب ان يتفاعل الاستعداد الوراثي للعثمة مع الظروف البيئية حتى تظهر اللعثمة , فمثلا إذا بدأت عند الطفل وكان لديه استعداد وراثي , ولكنه نشأ في بيئة هادئة نظامية , حيث يتكلم الجميع بهدوء واسترخاء وبالتالي يتفاعل معه والداه بتفهم وهدوء فإنه سيتخلص منها ولكن إذا نشأ نفس الطفل في أسرة مشغولة ومضغوطة حيث يكون الأبوان مشغولين بمشاكل الحياة , وحيث الجميع يتكلم بسرعة وانفعال , وحيث يقاطع الطفل أثناء كلامه , فإن لعثماته ستجابه بالقلق وعدم الصبر وبالتالي فإن هذا الطفل لديه احتمال اكبر ليصبح متلعثما بشكل دائم.
@ هل هناك علاقة بين اللعثمة والذكاء؟
ـ ليس هناك علاقة ثابتة بينهما , هناك متلعثمون بذكاء كبير مثل نيوتن وداروين , بينما آخرون لديهم نسبة الذكاء أقل من هؤلاء.
@@[size=24]sobhyelsadny