Admin Admin
المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: متلازمة داون مرحلة الكلمة الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:30 pm | |
| متلازمة داون مرحلة الكلمةلا يمكن بدقة تحديد السن الذي من المتوقع أن يبدأ عنده أطفال متلازمة داون بالكلام ، لأن المقدرة على التكلم تختلف لدى أطفال متلازمة داون بشدة من طفل إلى آخر، وغالبا ما تكون الأصوات أو الكلمات الأولى التي ينطقها الطفل ، هي (ما) أو (دا) أو (ماما) أي أن الطفل ينطق في هذه المرحلة مقطعاً يتألف من ساكن و متحرك أو كلمة واحدة، لذا يمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة الكلمة الواحدة ، وهي مرحلة مهمة جداً في حياة الطفل، لأن استخدام كلمة للرمز لشيء أو لشخص، يشكل أساس اللغة ، فعندما يقول الطفل (ماما) للإشارة لأمه أو (بابا) للرمز لأبيه أو (مو) للرمز للقطة يثبت الطفل بأنه يفهم كنه شفرة اللغة ويفهم فكرة الكلام ، فهو يبدأ بالتعرف على أن للكلمة التي ينطقها معنى، وأن الآخرين يفهمون ما يعنيه عندما ينطق الكلمة ويتصرفون نتيجة لذلك، فعندما نستعمل كلمة (بابا) مثلاً فلهذه الكلمة معنى ، لأنها هي إحدى مفردات اللغة السائدة في مجتمعنا ، ونحن نفهم هذه الكلمة لأننا تعلمناها كأطفال ، وكجزء من لغتنا التي يتكلمها كل فرد في مجتمعنا . عندما يبدأ الطفل بالتكلم، فقد لا يلفظ غالبية الكلمات التي قد يلفظها الكبار، شأنه بذلك شأن الأطفال الطبيعيين ، سيما وأن أطفال متلازمة داون كثيراً ما يعاني من ارتخاء في العضلات حول الفم و بعض التشوه في تركيبة الفم ، وقد يعاني من ضعف في السمع ومن مشاكل أخرى، فعندما يقول الطفل: ( لبة) بدلاً من (لعبة ) ويكرر هذا كلما أراد اللعب لعبة ، يستحسن عدم تصحيح اللفظ للطفل ، إنما يمكن للأم مثلاً أن تقول : (تريد اللعبة ؟ تريد أن تلعب باللعبة ؟ خذ ها هي اللعبة !) يشكل بطيء في جمل بسيطة سهلة المعنى مع تكرار اللفظ الصحيح للطفل ، يتعلم مع الوقت أن يلفظ الكلمة بالشكل المطلوب ، دون أن يشعر بأن لفظه مغلوط وأنه يتعرض للانتقاد ، ثم أن أطفال متلازمة داون قد يستخدم في هذه المرحلة الكلمة للتعبير عن معاني ومواقف مختلفة، ومرة أخرى لا أستطيع إغلاق الباب . وعندما يقول الطفل (لعبة) قد يعني أعطني اللعبة ، أو يعني خذي اللعبة أو لا أريدها ، أو أنا أبحث عن اللعبة ولا أجدها ، أو أخي أخذ اللعبة مني . من الضروري جداً أن تستجيب الأم لأي صوت أو كلمة تصدر عن طفلها، مهما كانت الكلمة غير واضحة ، وأن تحاول فهمها من السياق ، كما ذكرنا أعلاه وأن تكررها له . إن استجابة الأم المستمر تظهر للطفل، أنه يستطيع عن طريق النطق التأثير على محيطة ، والتوصل لإشباع رغباته والوصول لما يريد، الأمر الذي يشجع الطفل على بذل المزيد من الجهد للتكلم والاتصال بعالمه الخارجي عن طريق الكلام . يلعب الابوان دوراً فائق الأهمية في مرحلة الكلمة الواحدة التي نوهنا عنها أعلاه، ويمكنهما مساعدة الطفل لتطوير مقدرته على التكلم وتعلم كلمات جديدة . اساليب التطوير: 1. التكرار: يعاني أطفال متلازمة داون، كما ذكرنا أعلاه ، من صعوبة في التعليم ، لذا لا بد من تكرار الكلمة المراد تعليمها للطفل عدة مرات باستعمالات متعددة وفي ظروف مختلفة . لنفرض أن الأم تود تعليم طفلها كلمة (قطة) ، من المستحسن أن تستعين الأم بلعبة قطة ، وتقول للطفل : (أنظر هذه القطة ) ...الخ. 2. اشراك أكبر عدد من حواسه: ففي المثال السابق ، يشارك الطفل بحاستي السمع والنظر ، ولإشراك حاسة اللمس أيضا يمكن أن تطلب الأم من طفلها أن يلمس شعر اللعبة الناعم، وتساعدة على ذلك وتقول : ( المس شعر القطة إنه ناعم ) . تصحب الأم الطفل إلى الحديقة ، لتتيح له الفرصة لرؤية قطة تلعب على العشب، أو تتسلق الشجرة ، وتلفت نظرة إليها قائلة: ( أنظر! القطة تلعب العشب ) ، ( ها هي القطة تتسلق الشجرة ) . بهذه الطريقة تساعد الأم الطفل على تشكيل صورة عقلية واضحة عن القطة التي رآها ولمسها ، فإذا غابت عن ناظريه يستطيع عند سماع كلمة (قطة) تصور هذا الحيوان . 3. تشكل صورة عقلية : إن تشكل صورة عقلية عن شيء يتطلب مستوى معيناً من النمو العقلي ، يجب أن يصل إليه الطفل، حتى يستطيع تذكر وجود أشياء غابت عن نظره ، وهو مستوى قد يصل إليه الطفل، حسب درجة إعاقته العقلية، بعد عامه الأول على أقل تقدير ، حيث يكتسب الطفل أيضاً المقدرة على التعرف على الفوارق بين الأشياء المختلفة التي تقع بين يديه، ففي الأشهر الأولى من عمر الطفل، يتعامل مع مختلف الأشياء التي قد تعطي له بذات الطريقة، فإذا وضعنا أمام الطفل أشياء مختلفة كلياً عن بعضها بعضاً ، كلعبة ومشط وملعقة وهاتف، لاحظنا أنه يتصرف تجاهها بذات التصرف، حيث يحاول أن يضعها بالدرجة الأولى في فمه ويلعب بها على الأرض، وقد يرميها جانباً، مما يدل أن الطفل لم يتعرف بعد على الفوارق التي تميز هذه الأشياء عن بعضها بعضاً ، فأثناء لعب الطفل بهذه الأشياء المرة تلوى الأخرى ، حيث تشاركه أمه أو أطفال آخرون اللعب، وبتقدمه بالسن يبدأ الطفل بتعلم الاختلافات بين هذه الأشياء ، فإذا أعطينا الطفل هذه الأشياء بعد بلوغه عامه الأول، نلاحظ بأنه يتعامل مع كل من هذه الأشياء بصورة مختلفة فيضع سماعة الهاتف على أذنه والحذاء في قدمه.. وهكذا . إذا أرادت الأم تعليم طفلها حرف الجر ( في ) مثلاً يمكنها تكرار استخدام هذا الحرف في أمثلة واقعية وظروف مختلفة ، تضع الام مثلا لعبة في الصندوق وتقول للطفل : ( أنظر اللعبة الآن في الصندوق) ، تصحب الأم طفلها إلى السوق ، وأثناء تسوقها تريه وتذكر له أنها تضع البرتقال في الكيس ، وتضع الكيس في عربة التسوق، وفي المنزل تصب الأم الحليب في الكأس ، وتقول للطفل : ( أنظر أنا أسكب الحليب في الكأس) ، تعيد الأم علبة الحليب إلى الخزانة في المطبخ ، وتقول : ( أنظر العلبة الآن في الخزانة ) وهكذا .. لتعليم الطفل حرف جر آخر كحرف الجر ( على) مثلاً ، يمكن أن نفكر بمواقف عملية متعددة ، تشرح للطفل ما نريد تعليمه له بأشكال مختلفة ، دون أن يتسرب الملل له بالرغم من التكرار ، فيمكن مثلاً ان تضع الأم قبعة على رأسها وتقول : ( أنظر القبعة على رأسي الآن) ثم تنزعها وتضعها على رأسه وتقول : ( القبعة الآن على رأسك ) ، تضع الأم لعبة من لعب الطفل على الطاولة ثم تقول : ( اللعبة الآن على الطاولة ) وهكذا ، إنها أمثلة مقتسبة من الحياة العملية ، تكسب الطفل خبرات جديدة ، أثناء تعلمه كلمات، ومفاهيم جديدة ، وتساعده على تشكيل صورة عقلية عن المفهوم الذي يكتسبه . 4. تعليم الطفل في مواقف واقعية : يتعلم في مرحلة الكلمة الواحدة مفردات كثيرة ، منها أسماء أعضاء الجسم ، الملابس، الفواكه، الخضراوات، المواد الغذائية المختلفة، الألعاب وغيرها . ما هي الطريقة المفضلة لتعليم الطفل هذه المفردات ، دون أن يشعر بالملل ؟ لتعليم الطفل أعضاء الجسم مثلاً ، يمكن الاستعانة بصورتين لهذه الأعضاء، إلا أنه من الأفضل بالإضافة إلى هذه الصور كوسائل إيضاح، أن نستفيد من مواقف الحياة اليومية الواقعية، لشرح معنى هذه الكلمات للطفل وترسيخها في ذاكرته، فكلما استحم الطفل مثلاً يمكن انتهاز هذه الفرصة لتكرار هذه المفردات على الواقع، يستحسن عدم سرد أسماء أعضاء الجسم الواحد تلو الآخر، بال استخدام هذه الكلمات في جمل مفيدة ، فبدلاً من القول يد ، رأس، قل: (أرني يدك عادل) وهكذا . تتميز هذه الطريقة عن الطريقة التقليدية التي تعتمد على وسائل الإيضاح كالصور مثلاً ، بأن الطفل يرى أعضاء حقيقة ، ويستطيع لمسها ، ويمكن أن تطبقي الطريقة ذاتها الموصوفة أعلاه، لتعليم الطفل أسماء قطع الملابس، أثناء أرتدائه لها أو نزعها عنه، أو أسماء المواد الغذائية وغيرها …الخ. يمكن بشكل عام القول بأن أطفال متلازمة داون يتعلم بصورة أسهل جداً على الواقع، لأنه يعاني من مصاعب لفهم المواضيع المجردة، فبدلاً من استخدام صور لتعليم الطفل أسماء الفواكه مثلاً (موز، تفاح ، برتقال ،...الخ ) من الأفضل استخدام فواكه حقيقية لهذا الغرض ، ففي الصورة يرى الطفل التفاحة ، في حين أنه في الموقف الواقعي، يستطيع رؤيتها ولمسها وشمها وحتى تذوقها، الأمر الذي يتيح للطفل فرصة اشتراك عدد كبير من الحواس أثناء العملية التعليمية ، وما قلناه أعلاه يمكن تطبيقه أيضاً على الخضراوات وغيرها. [size=24]sobhyelsadny@yahoo.com | |
|