Admin Admin
المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: هل سيحدث الحاسوب ثورة في عالم المكفوفين؟ السبت نوفمبر 15, 2008 9:20 pm | |
| هل سيحدث الحاسوب ثورة في عالم المكفوفين؟ قد تبدو كتابة رسالة لمن يحسن القراءة والكتابة ، ووضع الطابع البريدي عليها ، وإيداعها في صندوق البريد القريب ، أمرا غير مكلف بالنسبة لإنسان يتمتع بصحة جيدة. لكن نفس التمرين بالنسبة لمعوق – عموما - ومعوق البصر - بالخصوص - يواجه تحديات شتى ، تتطلب - في أغلب الأحيان - الاستعانة بالغير.
هذه الوضعية ، أصبح بإمكان العديد من المكفوفين ومعوقي البصر تفاديها ؛ باللجوء إلى استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وفي مقدمتها الحاسوب المخصص للمكفوفين ومعوقي البصر.
وكانت أول دورة أوربية لتدريب معوقي البصر على استعمال الحاسوب في سويسرا ، قد عقدت في الفترة من 12 إلى 19 يوليو من العام الماضي ، وذلك بهدف الوقوف على مزايا استعمال الحاسوب ، بالنسبة لحوالي 70 شاب وشابة من أربعة عشر بلدا أوربيا.
الحاسوب ليس مجرد وسيلة بديلة للكتابة :
يرى أرونولد شنايدر - مدير (المؤسسة السويسرية لدعم التكنولوجيا المكيفة مع حاجيات المعوقين) ، وهو كفيف البصر: " إن استعمال الحاسوب ، إذا كان يمثل حلا بديلا بالنسبة للإنسان العادي ، فإنه يعتبر أساسيا بالنسبة لمعوق النظر" .
فالحاسوب المكيف مع متطلبات معوقي البصر ، مثلا : يسمح للمعوق بكتابة النص عبر لوح الأزرار العادي ، كما يسمح له بمراجعة النص وتصليحه عبر لوح أزرار بكتابة (برايل) ، يضاف تحت لوح الأزرار العادي ، ويمكن المكفوف من التعرف على محتوى السطر ، الذي يقف المؤشر أمامه على الشاشة. وقد سمح تطور الإنترنت والبريد الإلكتروني للمكفوفين ، بقراءة ملفات إلكترونية وإرسالها واستقبالها عبر الإنترنت " .
ومن يملك جهازا به برامج الصوت الاصطناعي "Synthèse vocale" ، بإمكانه الاستماع إلى قراءة نص مكتوب بلغات مختلفة. كما تسمح برامج التعرف على الحروف ، بقراءة نصوص مطبوعة ، وهو ما لم يكن متاحا لمعوقي النظر من قبل.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ، أن نسبة المطبوعات التي كانت متاحة أمام المكفوفين - إلى الآن - لا تتجاوز 2% من كل ما يتم نشره، فإننا ندرك الفائدة الكبرى التي ستفتحها التكنولوجيا الرقمية أمام المعوقين - عموما - ومعوقي البصر - بالخصوص - .
ويتوقع الخبير النمساوي في قسم (تطوير البرامج التكنولوجية) بجامعة (لينتس) / كلاوس مايسنبيرغر ، استفادة المكفوفين ومعوقي البصر من تطورات تكنولوجية جديدة ، مثل : الهاتف النقال الخاص بالمكفوفين ، والمفكرة الإلكترونية ، ووسائل التوجيه GPS ، والتي سيستفيد المكفوف منها في توجيهه ، وتحديد مكان تواجده " .
سلبيات وعوائق :
من سلبيات هذا التطور التكنولوجي ، أنه يتطور بسرعة كبيرة، وهو ما يجعل فئة المعوقين مستثناة لوقت طويل ، من الاستفادة من آخر التطورات ؛ إذ يرى أرنولد شنايدر - مدير (المؤسسة السويسرية لدعم التكنولوجيا المكيفة مع حاجيات المعوقين) - : " إن سرعة تطوير البرامج ، واعتمادها أكثر فأكثر على الفن الغرافي والصورة ، قد تجعل فئة المعوقين تهمش من جديد ، في استعمال هذه التكنولوجيا " .
والعائق الثاني والأهم : هو ارتفاع تكاليف تجهيز حاسوب مكيف مع متطلبات معوقي النظر ، فقد تبلغ تكاليف تجهيز مكان عمل مكفوف أو معوق نظر أكثر من 50 ألف فرنك ، بالنسبة للجهاز ، والبرامج الخاصة ، ونفقات التكوين ؛ إذ يكلف برنامج قراءة ما يعرض على الشاشة ، حوالي 2000 فرنك سويسري ، بينما يكلف اللوح الخاص بكتابة (برايل) ، ما بين ستة آلاف إلى عشرة آلاف فرنك.
وهذا ما لا تقوى بعض الفئات من المعوقين - حتى داخل المجتمعات المتقدمة - من تحمله. لكن من حسن حظ المعوقين السويسريين ، أن التأمين ضد الإعاقة "Invalidité" يتحمل تلك النفقات ، وهو ما يسمح بإدماج الكثيرين منهم في أماكن العمل ، وفي فصول الدراسة العادية في الجامعات والمعاهد.
مطالب المعوقين في قمة مجتمع المعلومات :
تبدي المؤسسات الساهرة على الدفاع عن مصالح المعوقين - عموما - ومعوقي البصر - بالخصوص - حرصا على المطالبة في قمة مجتمع المعلومات ، بمراعاة خصوصيات فئة المعوقين ، أثناء الحديث عن تكنولوجيا الاتصال والإعلام.
وقد أشركت سويسرا في عملية التحضير لقمة مجتمع المعلومات، جمعيتين ، الأولى : لمعوقي السمع ، والثانية : لمعوقي البصر. ويعتبر أرنولد شنايدر : " إن الأصعب في مثل هذه القمم التي تشارك فيها كل دول العالم ، هو كيفية الاحتفاظ بمطالب خاصة بالمعوقين ، في نص غالبية محتواه عن تصريحات عامة" .
لكن جمعية المكفوفين في سويسرا ، ترغب في إظهار تجربة ناجحة ، قامت بها بعض البلديات السويسرية في مجال الحكومة الإلكترونية ، ضمن ما يعرف بـ (النشاطات الجانبية) ، والتي ستقام على هامش مؤتمر قمة (مجتمع المعلومات) ؛ إذ يشيد السيد / أرنولد شنايدر بما بذلته بلدية " BIBRIST" على موقعها على الإنترنت، الذي يسمح للزائر بالاختيار بين صيغة الصور ، وتلك التي تعتمد - بالدرجة الأولى - على النص ، والمخصصة للمكفوفين.
وهذا المشروع تم تطويره بالتعاون مع جمعيات المكفوفين ؛ لتسهيل استفادة معوقي النظر من الخدمات البلدية ، وهي التجربة التي تنوي بلديات عديدة في سويسرا اعتمادها ؛ لمراعاة متطلبات المكفوفين ومعوقي النظر.
وبالنظر ، إلى صعوبة وارتفاع تكاليف تمكين بلدان الشمال معوقيها ، من الاستفادة من مزايا تكنولوجيا الاتصال والإعلام، يمكن التساؤل عن : مدى عمق الهوة الرقمية التي يعاني منها المعوقون في البلدان النامية ؟
سؤال ، على قمة (مجتمع المعلومات) - الذي وضع أول أهدافه : الحد من الهوة الرقمية - محاولة الإجابة عليه.sobhyelsadny@yahoo.com | |
|