Admin Admin
المساهمات : 149 تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: تأثير اضطراب التوحد على مسيرة الحياة الزوجية الخميس أكتوبر 30, 2008 6:36 pm | |
| تأثير اضطراب التوحد على مسيرة الحياة الزوجية
محاضرة أسرية اجتماعية
تسلط الضوء على تأثير اضطراب التوحد على مجريات الحياة الزوجية بصفة خاصة وحياة الأسرة بصفة عامة إعداد الباحث الدكتور: ياسر الفهد – والد طفل توحدي
الرياض – المملكة العربية السعودية
thinkdates@hotmail.com
0502122072
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على من أرسله تعالى رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن والاه وتبعه بإحسان إلى يوم الدين . وبعد . . . أيها الأخوة والأخوات الأفاضل أنقل الى حضراتكم واقع خبرتي التي أحاول قدر جهدي ، أن تكون صادقة مع نفسي بالدرجة الأولى، و أن يستفيد منها الآباء والأمهات عند وجود طفل توحدي في الأسرة . وقبل أن استطرق في هذه الأسطر ، أود أن أذكركم بما جاء في كتاب الله العزيز حيث يقول تعالى وقوله الحق: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون اؤلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واؤلئك هم المهتدون). لهذا قبل أن أبدأ حديثي الى حضراتكم أقول وبالله التوفيق لا تقنطوا من رحمة الله فان الله تعالى كما خلق الداء خلق الدواء . . والابتلاء اختبار على الصبر على المكاره. اسأل الله أن يخفف عنا جميعا الهم والكدر والحزن والبلاء إنه سميع مجيب. وبعد ... أتناول حديثي مع الاخوة والأخوات الحضور ، وفق الموضوعات الرئيسة التالية : التعريف باضطراب التوحد : يعرف التوحد بالاجترارية .. . أو الانفصام . . أو الاجترار العقلي أو التفكير الاجتراري .
والتوحد . . كاضطراب انفعالي . . كان مثار بحث مجهد بين العلماء، منذ أن قام بتعريفه الطبيب الأمريكي . . ليو كانر عام 1943م ، كما عرفه " باولر " ليصف به إحدى الحالات الأولية للفصام ، والانشغال التام بالذات ، أكثر من الانشغال بالعالم الخارجي . ومازال البحث حتى يومنا الحاضر ، يحتاج الى تحديد دقيق عن اضطراب التوحد مع الكشف عن الأسباب وراء إصابة الأطفال باضطراب التوحد وخاصة خلال الثلاث السنوات الأولى من أعمارهم ، فينعزلون عن العالم ، بل يتسم سلوكهم بالاضطراب والشذوذ عند التعبير عن شيء ما يريدونه أو عندما يرغبون في شد الانتباه إليهم وفي هذا ما يؤثر تأثيرا مباشرا على الأسرة. وبدلا من أن تواجه الأسرة الواقع ، تبدأ رحلة المعاناة التي لا يعلمها إلا الله . ومن واقع حياتي وتجاربي مع ابني " مشعل " وهو طفل توحدي فإنني أحاول جاهدا تقديم الإسهامات العديدة في مجال التوحد في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ، كما أحاول إلقاء الضوء عن اضطراب الطيف التوحدي من المنظور الاجتماعي الأسري حيث تعتبر الأسرة هي الأساس في علاج الطفل المصاب باضطراب التوحد فكلما كانت الأسرة على دراية وتوقع بما ستتخلله الحياة كلما انعكس ذلك إيجاباً على مراحل الحياة الزوجية وعلى الحفاظ على هذا الطفل وتقديم أفضل ما يمكن تقديمه لخدمة وترية هذا الطفل أو هذه الطفلة .. سنبحر في الأسطر القادمة ونسلط الضوء على مراحل الحياة وتأثير التوحد على كل من الزوجة والزوج.
حالات الطلاق
مما لا شك فيه هو تأثر الأسرة في حال وجود طفل أو طفلة معاقة بغض النظر عن نوعية تلك الإعاقة، فقد تنشأ الاختلافات الزوجية بين الطرفين وربما ينتج عن ذلك حالات طلاق لم تكن في الحسبان. ووفق الدراسات التي عملت في الولايات المتحدة فإن حالات الطلاق تقدر مابين 50 – 70% في حال وجدود طفل معاق في الأسرة. وتتفاوت هذه النسبة من بلد إلى آخر ....
ويبقى الواقع المرير والصعب هو وجود طفل مصاب باضطراب التوحد لدى الأسرة.
الصعوبات
تكمن الصعوبة الأساسية في عملية التحمل حيث تكمن هناك صعوبة تحمل الأسرة والتأقلم مع طفلها الذي تم تشخيصه بأنه مصاب من ذوي التوحد.
أحدى الصعوبات الأخرى ألا وهي تدخل الأطباء والمتخصصين والمعالجين والمعلمين أو المعلمات في حياة الأسرة بشكل مستمر ومتواصل وهذا الوضع لا نراه في الأسر التي ليس لديها أطفال من ذوي العوق.
كيف تتأثر الأم؟
التحول من امرأة إلى أم لحظة تنتظرها العديد من النساء ولهذه المرحلة طعم خاص في حياة كل زوجة .. فتمر الزوجة في كل مرحلة وتتحمل عبئها وتعيش متعتها بشعورها بهذا التحول في حياتها.. تبدأ هذه المرحلة بمرحلة الحمل بحيث تتحمل الأم مشقة الحمل .. وتبدي سعادتها بحركات الجنين داخل أحشائها .. مع انشغالها الدائم بالتفكير في هذا الجنين الذي هو طفلها .. وعلى الرغم من آلام المخاض إلا أنها تستمتع بالألم أثناء الولادة.. فسبحان الله العظيم الذي أعطاها تلك القدرة ... بعد ذلك وعندما تلد ترغب في النظر إلى مولودها وتتعرف عليه سواءً كان ذكراً أم أنثى ... حتى هذه اللحظة ما زال هناك سؤال مهم يراود كل أم وهو: هل الطفل كامل النمو؟؟؟ هل الطفل دون إعاقات؟ فإذا كان الجواب نعم ... تتنفس الصعداء.. وتدب الفرحة لديها.. وترى السعادة على وجهها مستبشرة بهذا الطفل .. هذا هو حال كل امرأة في هذا الوجود.
انتكاسة الطفل وتأثيرها على الأم
بعد ولادة طفل سليم لا يوجد للإعاقة أي أثر ظاهر على هذا الطفل فالجسم سليما والصحة ظاهرة على هذا الطفل تبدأ مراحل النمو ويبدأ الطفل و بعد مرور عامين يبدأ انحراف الطفل عن مسار نموه الطبيعي ... تتلاشى بعض كلماته الممتعة ... تقل ضحكاته .. تقلق الأم وتنطفئ فرحتها.. لم يعد الطفل ينظر في عينيها.. لم يعد الطفل يتعلم كلمات جديدة..أحيانا لم يعد ينطق نفس الكلمات التي تعلمها مسبقا.. لم يعد يسمعها.. تتساءل الأم عن الخطأ الذي حصل وما سببه ولماذا؟؟ بالتأكيد فإن هذا موقف صعب ومؤلم وقاسي!
تتأثر الأم في خمس مراحل:
1- مرحلة الطفولة، تتبعثر الآمال والأحلام وتدرك الحقيقة وهي أن شيئا ما قد حصل خطئاً.
2- مرحلة بداية خطوات الطفل، بداية التحقق بأنه يجب التعايش مع ما تم تحديده على أنه خطأ ما .. لأنه سيستمر هكذا..
3- مرحلة بداية المدرسة أحلام أخرى تتبدد عندما يدخل الطفل المدرسة.. تلاحظ الأم الفرق بين طفلها وبين الأطفال الآخرين..
4- مرحلة العمر المتقدم في المدرسة ، يتقدم الطفل ويحرز بعض التحسن.. تركز الأم الاهتمام الخاص بمرحلة البلوغ والرجولة..
5- مرحلة الرشد، تدرك الأم بأن طفلها قد تحول إلى رجل بالغ.. تتساءل الأم ما هو مصير هذا الابن عندما ترحل؟؟
لذلك أيها الزوج أيها الأب أيها الرجل تذكر أنه من الصعب على أي أم شابة استيعاب كل هذا..
وتذكر أن جميع الأمهات يفكرن في الخمس المراحل لعدة أشهر منذ بداية التشخيص.. لذا حاول أن تكون عوناً لها في هذا الابتsobhyelsadny@yahoo.com | |
|